جسمي سقيم والفؤاد اوجع ذنبي كثير والمعاصي اجمع
يا رب هل لي ملجا او مفزع الاك انت الخالق والمبدع
يا من يرى في الضمير ويسمع انت المعد لكل ما يتوقع
أن خضت في بحر الذنوب كلها او ذقت آلام الكروب جلها
لا تطمعن عند الورى في حلها بل قل اذا لم تستطع من حملها
يا من يرجى للشدائد كلها يا من اليه المشتكى والمفزع
فأن يصبك الضيق في أمر فكن ذا همة عند البلايا لا تهن
لا ترتكب ذنبا واعراضا فصن قل عند ضيق العيش صدقا" أن يكن
يا من خزائن رزقه في قول كن أمنن فان الخير عندك اجمع
لا تيأسن أن افزعتك مصيبة او حل فيك مذلة ورذيلة
أويت قد اضنت قواك معيلة قل ربنا نفسي اليك ذليلة
ما لي سوى فقري اليك وسيلة فبا لافتقار اليك فقري ادفع
عندي معاصِ انها لجليلة والنفس في اعمالها لعليلة
أمارة بالسوء بل ضليلة ما لي تقى ارجو بها وفضيلة
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة ولئن رددت فأي باب اقرع
انى الذي هان القوى من جسمه قد ذاق من هذي الدنا من قسمه
وناله ما ناله من خصمه فمن لتحسين الخطى او رسمه
ومن الذي ادعو واهتف بأسمه أن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لمجدك أن تقنط عاصيا الفضل اجزل والمواهب اوسع
خضت ذنوبا عامدا او ساهيا آتى اليك قابلا او آبيا
حاشا لفضلك أن تخيب داعيا من جودك الطامى ترد آتيا
أن كنت عبدا جاهلا او آثما او كنت مطواعا لنفسي خادما
ما كنت الا للمناهي عازما ومن سجايا الصالحين عادما
بالذل قد وافيت بابك عالما أن التذلل عند بابك ينفع
فلان اراني للتقى متقللا ومكثرا للذنب بل متوغلا
لست ابالي كل ذا متفائلا من فيضك الساري به متوسلا
وجعلت معتمدي عليك متوكلا وبسطت كفي سائلا اتضرع
فبلطفك الاخفى الذي آثرته وبعفوك السامي الذي اخترته
ونداك ما اجزلته اكثرته وغناك عن طاعاتنا اظهرته
وبحب من احببته وبعثته وأجبت دعوة من به يتشفع
هيئى لنا من كل كرب مفرجا للمنزل الاعلى لنا هب معرجا
لا تجعلن امري اليك اعوجا احسن بكم للنائبات ملتجا
اجعل لنا من كل ضيق مخرجا والطف بنا يا من اليه المفزع
من يلتجى بالله في افضاله أن لا يريه السوء في اعماله
فليقتد بالمصطفى في حاله وليجعلن في اخر اقواله
ثم الصلاة على النبي وآله خير الخلائق شافع ومشفع
منقول ( هذه القصيدة الرائعة في مناجاة الله والتضرع اليه سبحانه ...قيل انها للشافعي او للسهيلى رحمهم الله )